لا تجلس في الشمس كثيراً

لا تجلس في الشمس كثيراً وصم ثلاثة أيام من منتصف كل شهر هجري واحتجم في الوقت المناسب

الفائدة صوتياً

{ نص الفائدة }

فحذّرت النصوص من الهيئات والأحوال التي تثير الدم وتهيجه؛ فعن قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ – أبي حازم البجلي – ، أَنَّهُ جَاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَامَ فِي الشَّمْسِ، فَأَمَرَهُ فَتَحَوَّلَ إِلَى الظِّلِّ.[1] وعنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَهَرٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالنَّاسُ صِيَامٌ، فِي يَوْمٍ صَائِفٍ مُشَاةً، وَنَبِيُّ اللهِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، فَقَالَ: ” اشْرَبُوا أَيُّهَا النَّاسُ ” قَالَ: فَأَبَوْا، قَالَ: ” إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَيْسَرُكُمْ، إِنِّي رَاكِبٌ ” فَأَبَوْا. قَالَ: فَثَنَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخِذَهُ، فَنَزَلَ، فَشَرِبَ وَشَرِبَ النَّاسُ، وَمَا كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَشْرَبَ “.[2] وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة فسرنا في يوم شديد الحر فنزلنا في بعض الطريق فانطلق رجل منا فدخل تحت شجرة فإذا أصحابه يلوذون به وهو مضطجع كهيئة الوجع فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بال صاحبكم قالوا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ليس من البر أن تصوموا في السفر عليكم بالرخصة التي أرخص الله لكم فاقبلوها.[3] وفي روايةٍ؛ سار رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل بأصحابه وإذا ناس قد جعلوا عريشا على صاحبهم وهو صائم فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأن صاحبكم أوجع قالوا يا رسول الله ولكنه صائم وذلك في يوم حرور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  لا بر أن يصام في سفر.[4]

بل وحث الشرع الحكيم على كل ما يجنب عباد الله تعالى التعرض للحرارة الشديدة في الأيام الصائفة؛ فورد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَبْرِدُوا الظُّهْرَ فِي الْحَرِّ.[5] وعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا ، عَنِ الصَّلاَةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ.[6] قال صاحب الفتح: فَائِدَةُ الْإِبْرَادِ وُجُودُ ظِلٍّ يَمْشِي فِيهِ إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ يُصَلِّي فِيهِ فِي الْمَسْجِدِ… ووَقْتُ الْإِبْرَادِ هُوَ مَا إِذَا انْحَطَّتْ قُوَّةُ الْوَهَجِ مِنْ حَرِّ الظَّهِيرَةِ.[7]

واهتم الشرع الحكيم بتخفيف ما يحمله الدم في منتصف كل شهرٍ هجريٍ بسبب ما يُحدثه اكتمال القمر من ضغط وجذب للدم في عروق بني آدم؛ فقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ».[8]وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى ، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ.[9]

وقد ذكرنا سابقاً عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : يَا نَافِعُ, قَدْ تَبَيَّغَ[10] بِيَ الدَّمُ, فَالْتَمِسْ لِي حَجَّامًا.[11] كما ورد أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ: مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ، فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ، أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، وَلاَ يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ.[12] وقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” خَيْرُ يَوْمٍ تَحْتَجِمُونَ فِيهِ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ “. وَقَالَ: «مَا مَرَرْتُ بِمَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَّا قَالُوا عَلَيْكَ بِالْحِجَامَةِ يَا مُحَمَّدُ». [13]قال صاحب الفتح: قال الخطابي: وَذَلِكَ أَنَّ الْحَجْمَ يَسْتَفْرِغُ الدَّمَ وَهُوَ أَعْظَمُ الْأَخْلَاطِ وَالْحَجْمُ أَنْجَحُهَا شِفَاءً عِنْدَ هَيَجَانِ الدَّمِ.[14]

كتبه مؤلف موسوعة “طبيبها الذي خلقها” ومؤلف كتيبها المختصر “شفاء سقم”:

محمد بن نبيل بن خلوي الخطيب؛ أبو إسلام.


[1]   صحيح الأدب المفرد 1174/898 صحيح

[2]   مسند الإمام أحمد 11423 صححه الأرنؤوط

[3]   صحيح الترغيب والترهيب 1055 حسن صحيح

[4]   صحيح الترغيب والترهيب 1056 حسن صحيح

[5]   صحيح ابن خزيمة 331 صححه الألباني

[6]   صحيح البخاري 534

[7]   فتح الباري شرح صحيح البخاري – لابن حجر العسقلاني

[8]   صحيح الترغيب والترهيب 1038 حسن صحيح

[9]   صحيح البخاري 1981

[10]   جاء في القاموس المحيط أن البيغ ثوران الدم ، و تبيغ الدم : هاج و غلب

[11]   صحيح سنن ابن ماجة 2809/3478 حسن

[12]   صحيح سنن ابن ماجة 2808/3477 صحيح

[13]   السلسلة الصحيحة 1847

[14]   فتح الباري شرح صحيح البخاري – لابن حجر العسقلاني 10/138


انشر تؤجر

واشترك لمتابعة كل جديد

  • واتس:  00962785553424
  • تيليجرام : أكاديمية الموسوعة الجامعة
  • بنترست: أكاديمية الموسوعة الجامعة
  • تويتر: الموسوعة الجامعة
  • يوتيوب: محمد بن نبيل بن خلوي الخطيب
  • فيس: أكاديمية الموسوعة الجامعة لموضوعات القرآن الكريم والسنة الصحيحة
  • انستغرام: collective_encyclopedia  –  أكاديمية الموسوعة الجامعة

كيف ترى هذا الأمر؟
  • مهم 
  • جديد 
  • فريد 
  • مؤثر 
  • عبقري 
  • يحتاج إلى مراجعة 

استجابات

ترجم الآن
error: لطفاً هذا المحتوى محمي؛ وجميع الحقوق محفوظة للمؤلِّف