العودة الى الدورة

موسوعة: طَبِيبُهَا الَّذِى خَلَقَهَا

  1. ابدأ الآن قراءة موسوعة: طبيبها الذي خلقها؛ { صفحة 2 - 25 }
    تقديم المشرف على الموسوعة الجامعة لموضوعات القرآن الكريم والسنة الصحيحة لموسوعة طبيبها الذي خلقها
    3 الموضوعات
  2. لماذا بادرت إلى إخراج موسوعة طبيبها الذي خلقها؟
    9 الموضوعات
  3. تَهْنِئَةٌ
  4. المهارات العقلية والمعرفية والوجدانية العليا اللازم تحققها لدى القارئ
    2 الموضوعات
  5. مفتاح الكتاب ودليلُه الإرشادي
    1 الموضوع
  6. فلنبدأ مع هذه الأنشطة
    3 الموضوعات
  7. قاصل مهم قبل البدء بقراءة فصول الموسوعة: يرجى الاطلاع على مُهمّات ذات علاقةٍ وطيدةٍ بموسوعةِ " طبيبها الذي خلقها ".
    موقع ماهِرون
  8. كُتيب "شِفَاءُ سُقْمٍ"
  9. تطبيق جَوَّال شِفَاءُ سُقْمٍ المَجَّاني
  10. اشترك الآن في قائمة تشغيل فيديوهات تهمك في: “طبيبها الذي خلقها” و”شفاءُ سقم”
  11. الفصل الأول { صفحة 26 - 49 }
    نبذة عن أقسام الفصل الأول
  12. مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً، إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً؛ فَتَدَاوَوْا عِبادَ اللهِ
  13. بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ
  14. كيف سيكون حالُ الصِّدِّيقينَ كلما سمعوا نصوصاً صحيحةً في الطب النبوي؟
  15. سبق الطب النبوي أحدث ما توصل إليه الطب الحديث
  16. تميز الطب النبوي بالتنبيه إلى أمراض وعلاجات لا تعرفها الأمم الأخرى
  17. اجتهد كبار الصحابة في مسائل الأوبئة والأمراض والصحة؛ وكان الدليل دائماً وإعمال مقاصد الشرع الحكيم هما الفيصل
  18. وضعت الشريعة الإسلامية حدوداً لأذواق البشر واختياراتهم الشخصية في الصحة والطب
  19. حرص الشيطان وحزبه على تيسير سبل الأوبئة ونشرها
  20. حرص الشيطان وحزبه على تشكيك المرضى بالطب النبوي والتلاعب بعقول الأصحاء
  21. أنشطة التقويم الذاتي للفصل الأول
    1 الموضوع
  22. الفصل الثاني { صفحة 50 - 87 }
    نبذة عن أقسام الفصل الثاني
  23. أكد الشرع الحكيم أن تعلم الطب يحتاج إلى سعة اطلاع والاستفادة من الخبرات العالمية
  24. لماذا قَالَ: مَطْبُوبٌ؟
  25. حث الشرع الحكيم على التوجه إلى الأعلم عند المشاكل الصحية
  26. حث الشرع الحكيم المسؤولين عن الناس على تعلم أسس الطب وإدارة المشكلات الصحية
  27. حث الشرع الحكيم النساء والغلمان على تعلم أساسيات الطب والإسعافات الأولية
  28. الرخصة في تيسير أموال بيت المال والصدقات لمعالجة المسلمين
  29. أوصى الشرع الحكيم بالمعالج خيراً؛ فَخُفِّفَ مِنْ ضَرِيبَتِهِ، وقالَ أَنْكِحُوه
  30. حَفِظَ الله الشافي أموالَ واحتياجاتِ من امتَهنَ مهنةَ الطب وأتقنها في منفعة البلادِ والعباد
  31. الطبيبُ الرفيقُ الحريصُ لا يضمن الأخطاءَ الطبية
  32. مَنْ تَطَبَّبَ بِغَيْرِ علمٍ فَهُوَ ضَامِن
  33. احذروا المتشبعين بما لم يعطوا في الطب والتطبب
  34. إثم من منع العلاج عن مستحقيه من المرضى
  35. قد يمتنع الطبيب من العلاج في حالات مخصوصة؛ كاعتداء المرضى على حقوق الآخرين
  36. تحلل من تسببك بالأمراض للآخرين قبل فوات الأوان
  37. متى تترك معاتبة من تسبب بالمرض والألم والوجع؟
  38. أحوالٌ لا تترك فيها معاتبة من تسبب بالألم والوجع والسقم والمرض
  39. قد يُصاب الإنسان بألمٍ أو مرضٍ أو سقمٍ بسبب ارتكابه للظلم أو البغي أو الاعتداء أوابتداعه في دين الله
  40. قد يُصاب المسلم المؤمن بألمٍ أو مرضٍ أو سقمٍ لسوء تصرف منه
  41. همومُ المرضى تنوعت فتنوعت مآلاتهم
  42. أنشطة التقويم الذاتي للفصل الثاني
    1 الموضوع
  43. الفصل الثالث { صفحة 88 - 140 }
    نبذة عن أقسام الفصل الثالث
  44. اعتمد الشرع الحكيم التجارب المحققة لإثبات التأصيلات الطبية والعلاجية والوقائية العامة
  45. أكد الشرع الحكيم أن ما ينفع لعلاج أمراض معينة؛ قد يضر في أمراض أخرى
  46. كيف نكتشف العلاجات للأمراض الغريبة العويصة
  47. أوقات يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية يستحب فيها الاستشفاء، وأخرى يُفَضَّلُ تجنبها
  48. استثمار مواسم العبادات للتطبب وتحصيل العلاج
  49. أزمة الشفاء والاحتياج إلى الكميات والأوقات الكافية لحصول الشفاء
  50. الرقية بأعداد وكميات وهيئات معينة لحصول الشفاء بإذن الله تعالى
  51. فترات النقاهة
  52. مواضع جسدية يحسن تدليكها ودهنها بالزيت وإجراء الحجامة بها للاستشفاء بشكل عام
  53. أكد الطب النبوي أن لكل مرضٍ عضويٍ أعراضه التي تنبه الآخرين إليه
  54. حصر الطب النبوي أعراض العين والحسد للانتباه إليها
  55. أوصى الطب النبوي بانتقاء أمثل العلاجات دائماً وأقلها ضرراً وألماً
  56. حذّر الطب النبوي وذم الاستشفاء بالعلاجات المؤذية المؤلمة الشاقة
  57. حث الطب النبوي على تعددية العلاجات المناسبة للمرض الواحد
  58. عشرون أمراً يراعيها الطبيب الحاذق
  59. حث الطب النبوي على معالجة الأسقام والأمراض وأعراضها بضد أسبابها
  60. سبق الطبُ النبوي الطبَّ الحديث بالاهتمام بأمراض الكلى والقلب وارتفاع ضغط الدم
  61. سبق الطبُ النبوي الطبَّ الحديث بالحث على التداوي بالماء البارد والتنبيه إلى أضراره أحياناً
  62. سبق الطبُ النبوي الطبَّ الحديث بالحث على التداوي بما يسمى حديثاً بالالتهام الذاتي
  63. كلُّ مسلمٍ يتعرض للالتهام الذاتي دون أن يشعر؛ بفضل شرائع الإسلام الصحية
  64. سبق الطبُ النبوي الطبَّ الحديث بالحث على المشي والحركة لتعلقها بالالتهام الذاتي
  65. التخلية قبل التحلية
  66. أرشد الطب النبوي إلى تخصيص أماكن ومرافق ومعدات خاصة بالمرضى لعلاجهم وعيادتهم
  67. نبّه الطب النبوي إلى تأثير الأماكن على حدوث الأمراض أوالشفاء منها
  68. أرشد الطب النبوي إلى الاستشفاء بكل ما أصله مبارك
  69. الزمان الوحيد في هذه الدنيا الذي تنعدم فيه الأمراض؛ والله أعلم وأحكم
  70. الاستشفاء بما يخرج من الحيوانات والحشرات التي خلقها الله الشافي فضلاً منه وكرماً
  71. سبَق الطبُّ النبويُ الطبَّ الحديث باكتشاف تغير الهرمونات الجسدية وأداء أعضاء الجسم باختلاف الحالة المزاجية للمخلوق
  72. احذر الاعتداء على بعض الحيوانات والحشرات بدعوى طلب العلاج
  73. الاستشفاء بما يخرج من النباتات التي خلقها الله الشافي فضلاً منه وكرماً
  74. الاستشفاء بأرضنا التي خلقها الله الشافي فضلاً منه وكرماً
  75. أنشطة التقويم الذاتي للفصل الثالث
    1 الموضوع
  76. الفصل الرابع { صفحة 141 - 169 }
    نبذة عن أقسام الفصل الرابع
  77. توجيهات الطب النبوي الغذائية الوقائية التي تميزت بها أمة الإسلام عن غيرها من الأمم
  78. توجيهات الطب النبوي في الطهارة والنظافة التي تميزت بها أمة الإسلام عن غيرها من الأمم
  79. توجيهات الطب النبوي الوقائية للحد من انتشار الأوبئة والأمراض بين الناس
  80. توجيهات الطب النبوي الوقائية في التعامل مع المخلوقات المؤذية المسببة للأمراض
  81. توجيهات الطب النبوي الوقائية عند النوم
  82. توجيهات الطب النبوي للوقاية من تسلط السموم والتلوثات والشيطان على جسد الإنسان
  83. توجيهات الطب النبوي الوقائية المنهجية التي تساعد في مجابهة أي مرض يتعرض إليه الإنسان
  84. توجيهات الطب النبوي الوقائية باستخدام التعويذات والأدعية والأذكار الشرعية
  85. أنشطة التقويم الذاتي للفصل الرابع
    1 الموضوع
  86. الفصل الخامس { صفحة 170 - 209 }
    نبذة عن أقسام الفصل الخامس
  87. المرض ابتلاء يمحص الله الشافي به الإنسان ومدى صبره واستعانته بمولاه
  88. المرض حبسٌ ووثاق وقيدٌ وأسرٌ من الله تعالى للعبد
  89. امتثل الصابرون المحتسبون أوامر الشرع الحكيم ونواهيه مهما بلغت مشقتها في أمراضهم
  90. لن نفهم سنّة الصبر على المرض ما لم ننظر إلى معاناة النبي صلى الله عليه وسلم في أمراضه
  91. ثقة الصابرين بالله عالية في أمراضهم؛ وحسن ظنهم بالله تعالى عجيب
  92. أسقام المؤمن رحمة وأوجاعه اصطناعٌ له، وآلامه صلاحٌ لأحواله وجسده ومآله
  93. الأسقام والأوجاع حظ المؤمن من النار؛ وتحطان الخطايا حطاً
  94. لا ينتفع بالطب النبوي إلا من رغب ذلك
  95. لا يؤجر المتسخط على مرضه وسقمه وألمه
  96. أجر المريض مضمون ومستمر وحسناته كثيرةٌ إن أحسن العمل قبل مرضه وفي مرضه
  97. أمراضٌ وآلامٌ بقيت آثارها في أجساد أصحابها شاهدة على أجورهم في الدنيا والآخرة
  98. أنشطة التقويم الذاتي للفصل الخامس
    1 الموضوع
  99. الفصل السادس { صفحة 210 - 269 }
    نبذة عن أقسام الفصل السادس
  100. الله الشافي لا شفاء إلا شفاؤه ولا يبرأ أحد إلا بإذنه فلا كاشف للضر إلا هو
  101. لله الشافي آياتٌ في الصحة والعافية والشفاء والأمراض والأسقام والأوجاع والآلام
  102. أقدار الله الشافي في تقدير الأمراض والشفاء آية وعظيمة في شأنها
  103. تجلت آيات الله في إمراض أعدائه أو شفائهم
  104. تجلت آيات الله الشافي فيما أنعم به علينا اليوم من مسكنات ومعقمات وإسعافات
  105. تجلت آيات الله الشافي فيما أنعم به علينا اليوم من تقدم في الطب الجنائي والجيني
  106. احذروا إحالة أسباب الأسقام والأوجاع إلى المشركين وآلهتهم فإن هذا رفع لشأنهم
  107. احذروا إحالة أسباب الشفاء والعافية إلى أنفسكم
  108. احذروا الخوف من الأمراض والأوبئة وإعطاءها أكبر من حجمها؛ مع ضرورة الأخذ بالأسباب
  109. احذروا تعظيم الأشفية والأدوية ورفعها أكبر من حجمها؛ فهي لن تعدوَ قدرها كأسباب فقط
  110. احذروا رفع الرقاة والمعالجين والأطباء أكثر من حجمهم؛ فلا يجوز تقديم قولهم على قول الله تعالى وشرعه، أو الاستعانة بهم كمصدر وحيد للشفاء من دون الله الشافي سبحانه
  111. احذروا طلبَ الرقية لغير إصابةٍ بعين أو حمةٍ، واحذروا الكيَّ من غير رأي طبيبٍ
  112. احذروا العمليات الجراحية التي تغير خلق الله تعالى من غير إذن شرعي
  113. تعرف الماكرين من خلال النظر إلى أحوالهم في مرضهم ثم صحتهم
  114. من أقبح الجحود أن يجحد الناس الخير وأن يقصروا في شكر الله تعالى في أمراضهم أو عافيتهم
  115. الاستشفاء بكل ما له تعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم خير وبركةٌ إن حدث ضمن الضوابط الشرعية
  116. العين حق والوقاية منها بالتبريك، وعلاجها المعوذتان مع الاستغسال
  117. للعته والجنون أدوية وعلاجات نبوية لا يتم تدريسها في علوم الطب، ولا تطبق في مراكز الصحة العقلية!!
  118. أثر السحر ثابت في السنة؛ وعلاجه فك العقد بالمعوذتين والعجوة والدعاء
  119. حربنا مع الشيطان في العلاج حرب تمسك بالوحي والألفاظ الشرعية الواردة
  120. أنشطة التقويم الذاتي للفصل السادس
    1 الموضوع
  121. الفصل السابع { صفحة 270 - 336 }
    نبذة عن أقسام الفصل السابع
  122. احرص أيها الزائر على زيارتك للمريض مهما بلغت صعوبة ذلك
  123. إذا زرت المريض فأنت في ضيافة الرحمن فاحرص على ما تقوله وتفعله
  124. بعض المرضى شأنهم عظيم عند الله تعالى
  125. انتبه فدعاؤك في حضرة المريض مستجاب
  126. احذروا التقصير في زيارة المرضى أو التقصير في آداب الزيارة
  127. احذروا التماوت أو التمارض أو التشبه بالمرضى بغير وجه حق
  128. إن تأمل أحوال المرضى وزيارتهم يزيد في الهمة ويزيد من استحضار النعم
  129. الأحبة يفرحون لظهور علامات الصحة والعافية على أحبتهم المرضى
  130. لا تستهن أيها الزائر للمريض بأثرك عليه؛ فما تقوم به قد يُحدِث عافية وصحة بإذن الشافي
  131. احرص أيها الزائر على الإلمام بأحكام الجنائز في الأوبئة والأمراض العامة
  132. أيها الزائر للمريض قم بحث مريضك على ما يشفي غيظه وخبثه واحرص على مساعدته في ذلك عسى أن تخفف من مرضه وألمه
  133. قم بالتخفيف عن المريض التزاماته تخفف عنه ألمه في مرضه؛ فتحميل النفس أكثر مما تطيق سبب لإعيائها
  134. عزِّزْ أيها الزائر للمريض في مريضك ضبط مشاعر الخوف والرجاء على الوجه الأصوب
  135. عزِّزْ في مريضك التفكير الإيجابي؛ فإن لطريقة التفكير أثراً على أعراض المرض الجسدية
  136. فليحذر الناس من حول المريض التنغيص عليه أو عدم الاستماع إليه أو عدم تلبية رغباته الصالحة
  137. اعلموا أن زيادة هموم المريض وأكداره وحدوث العداوة والتباغض والتحاسد تزيد المرض سوءاً
  138. من علامات الخيرية في المجتمع أن ينصح الزائرون المريض ومن حوله بما هو صحيح ونافع ومعتمد على الدليل؛ وأن على المريض ومن حوله قبول النصيحة بأدب وامتثال
  139. لابد من تحذير المريض ومن حوله وتصويبهم عند خطئهم ومخالفتهم لما هو أَوْلى
  140. لابد من إرشاد المريض ومن حوله إلى ما ينفعهم
  141. السعي إلى تطبيب المرضى وعلاجهم والتخفيف عّمن هم حولهم حتى وإن لم يطلبوا ذلك
  142. السعي إلى تطبيب المرضى وعلاجهم والتخفيف عّمن هم حولهم إذا طلبوا ذلك
  143. السعي إلى جبر خاطر المرضى ومن حولهم في احتياجاتهم الحياتية من غير طلب منهم
  144. السعي إلى جبر خاطر المرضى ومن حولهم في احتياجاتهم الحياتية إن هم طلبوا ذلك
  145. تبشير المرضى ومن حولهم والاطمئنان عليهم
  146. الصدقة عن المريض تنفعه
  147. رقية الزائرِ المريضَ ودعاؤه له
  148. استحباب دعاء المريض لنفسه في ألمه وسقمه
  149. أما كان هؤلاء يسألون الله العافية
  150. استحباب رقية المريض لنفسه في ألمه وسقمه
  151. التشديد على المريض المجانب للصواب
  152. أنشطة التقويم الذاتي للفصل السابع
    1 الموضوع
  153. الفصل الثامن { صفحة 337 - 369 }
    نبذة عن أقسام الفصل الثامن
  154. حرص المريض ومن حوله على التفقه في حدود الله وشرائعه
  155. قول المريض كلمة الحق وأداؤه لواجبات النصح والتوجيه لمن حوله خصوصا في مرضه
  156. استخلافُ المريضِ أهلَ الكفاءات في الواجبات المنوطة بالمريض
  157. استمساك المريض بالصلاة وحرصه عليها
  158. الرخصة بترك صلاة الجماعة والمساجد في حق المريض الضعيف
  159. الأمر بترك صلاة الجماعة والمساجد في حق المريض الذي قد يؤذي المصلين والناس من حوله
  160. خفف الشرع الرحيم على المرضى في كثيرٍ من الواجبات والحدود والكفارات
  161. خفف الشرع الرحيم على المعتنين بالمرضى
  162. إذا أومأ المريض برأسه إشارةً بينةً جازت خلافاً لغيره
  163. أنشطة التقويم الذاتي للفصل الثامن
    1 الموضوع
  164. الفصل التاسع { صفحة 370 - 410 }
    نبذة عن أقسام الفصل التاسع
  165. انتبه أيها المعالج؛ فإن مخالفة سنن الله وقواعده الشرعية في التطبيب والتطبب قد تتسبب بمرضك أو سقمك ولو بعد حين
  166. انتبه؛ فعلم الطب والتطبب عادةً ما يشوبه الكثير من الاستدلالات الخاطئة من قِبَل المرضى أو المعالجين فاحذرها وحذرهم منها
  167. انتبه؛ فلا شفاء فيما حرم الله تعالى؛ ولابد من الرد على من أطلق وعمم قاعدة الضرورات تبيح المحظورات في غير مكانها الشرعي
  168. التداوي بالموسيقى شفاءٌ أم مرض؟
  169. انتبه فقد ضيّق الشرع الحكيم مداخل الشيطان في الاختلاط بين الرجال والنساء وضيق كشف العورات لأجل التداوي والتطبب
  170. انتبه فلم ترد مداواة النساء للرجال الأجانب عنهن إلا في الغزو والحرب وبضوابط شرعية
  171. انتبه فليست جميع الرقى جائزة
  172. انتبه أيها المتعالج أو المعالج في الطب النبوي؛ فإن لأجر الراقي وأجر الحجّام أحكاماً مخصوصة
  173. انتبه أيها المحجوم وسارع إلى إعطاء الحجّام مكافأته؛ دون طلبٍ منه ذلك
  174. احذر أيها الراقي قبل أخذك السحت على رقيتك
  175. متى يفطر المحجوم؟ ولماذا ورد أن الحاجم قد يفطر أيضاً في بعض الأحيان؟
  176. أنشطة التقويم الذاتي للفصل التاسع
    1 الموضوع
  177. الفصل العاشر { صفحة 411 - 429 }
    نبذة عن أقسام الفصل العاشر
  178. فلنتجهز فإن من أشراط الساعة أوبئةً عامة
  179. الصدقة والقربات والطاعات وأنت صحيح أعظم أجراً مما لو كنت مريضاً
  180. كيف تشكر الله الشافي أيها المعافى في بدنك على نعمة الصحة والعافية
  181. احذر أيها المعافى قبل فوات الأوان
  182. أهوال النفخ في الصور ويوم البعث والنشور ممرضة وتحتاج إلى استعداد وتجهز
  183. الصحة المُثلى والعافية الكاملة والقوة الدائمة لن تكون إلا بدخول الجنة
  184. أشد الأسقام الدائمة والأمراض المزعجة والأوجاع المقلقة سيصاب بها أصحاب جهنم
  185. فلنحذر مما هو أشد فتكاً بنا وإمراضاً وتوجيعاً لنا من الأوبئة والأسقام والأوجاع
  186. فتاوى شرعية طبية للمشرف على الموسوعة الجامعة
  187. أنشطة التقويم الذاتي للفصل العاشر
    1 الموضوع
  188. أخلاقيات الكتاب
    أخلاقيات التزمها مؤلِّفُ الموسوعة في موسوعته - طبيبها الذي خلقها -
  189. الأنشطة التقييمية الختامية
    أنشطة قياس مدى التقدم
    3 الموضوعات
  190. أنشطة إتقان التعلم
  191. المهارات العقلية والمعرفية والوجدانية التي نرجو أن تكون قد اكتسبتها عزيزي القارئ بعد تأملك لجميع أنشطة ومحتويات هذه الموسوعة الشرعية في العافية والصحة
  192. تحية من المؤلِّف
    تحية المؤلِّف للقراء الأفاضل
  193. رؤية المؤلِّف
  194. رسالة المؤلِّف
  195. مشاركات جمهور الموسوعة الإثرائية
    مشاركات الجمهور التفاعلية في موسوعة "طبيبها الذي خلقها"
  196. رأي الجمهور في موسوعة "طبيبها الذي خلقها" ودوراتها ومحتوياتها ومصادرها
  197. طلب ترقية القارئ إلى مستشار معتمد لموسوعة " طبيبها الذي خلقها "
    تقديم طلب ترقية إلى مستشار معتمد لموسوعة " طبيبها الذي خلقها "

همومُ المرضى تنوعت فتنوعت مآلاتهم

توَعَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم عُبَّادَ الدرهم والدينار والدنيا بعدم توفر العلاج أو عدم قدرة الطبيب على معالجة مشكلاتهم الطبية؛ فعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شيكَ فَلاَ انْتَقَشَ. [1]قال صاحب الفتح: قَوْلُهُ تَعِسَ وَهُوَ ضِدُّ سَعِدَ تَقُولُ تَعِسَ فُلَانٌ أَيْ شَقِيَ وَقِيلَ مَعْنَى التَّعَسِ الْكَبُّ عَلَى الْوَجْهِ قَالَ الْخَلِيلُ التَّعَسُ أَنْ يَعْثُرَ فَلَا يَفِيقُ مِنْ عَثْرَتِهِ وَقِيلَ التَّعَسُ الشَّرُّ وَقِيلَ الْبُعْدُ وَقِيلَ الْهَلَاكُ وَقِيلَ التَّعَسُ أَنْ يَخِرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَالنَّكَسُ أَنْ يَخِرَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقِيلَ تَعِسَ أَخْطَأَ حُجَّتَهُ وَبُغْيَتَهُ وَقَوْلُهُ وَانْتَكَسَ أَيْ عَاوَدَهُ الْمَرَضُ وَقِيلَ إِذَا سَقَطَ اشْتَغَلَ بِسَقْطَتِهِ حَتَّى يَسْقُطَ أُخْرَى… قَوْلُهُ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ شِيكَ …وَالْمَعْنَى إِذَا أَصَابَتْهُ الشَّوْكَةُ فَلَا وَجَدَ مَنْ يُخْرِجُهَا مِنْهُ بِالْمِنْقَاشِ تَقُولُ نَقَشْتُ الشَّوْكَ إِذَا اسْتَخْرَجْتَهُ …. لِأَنَّ مَنْ عَثَرَ فَدَخَلَتْ فِي رِجْلِهِ الشَّوْكَةُ فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُخْرِجُهَا يَصِيرُ عَاجِزًا عَنِ الْحَرَكَةِ وَالسَّعْيِ فِي تَحْصِيلِ الدُّنْيَا[2]

صفحة 77 ؛ الفقرة 1

وعلى صعيد آخر؛ تعالوا لنتأمل حال مريضٍ همّه تبليغ رسالات ربه؛ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- السِّتْرَ وَرَأْسُهُ مَعْصُوبٌ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ فَقَالَ « اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ »[3]. وفي روايةٍ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّى لَهُمْ فِى وَجَعِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الاِثْنَيْنِ – وَهُمْ صُفُوفٌ فِى الصَّلاَةِ – كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سِتْرَ الْحُجْرَةِ فَنَظَرَ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ. ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ضَاحِكًا – قَالَ – فَبُهِتْنَا وَنَحْنُ فِى الصَّلاَةِ مِنْ فَرَحٍ بِخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَارِجٌ لِلصَّلاَةِ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ – قَالَ – ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَرْخَى السِّتْرَ – قَالَ – فَتُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ.[4]

صفحة 77 ؛ الفقرة 2

وذاك مريضٌ همّه عدم فوات أجره عند الله تعالى؛ فقد ورد أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَى عَلَيْهِ { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ  } { وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }؛ قَالَ فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي حَتَّى هَمَّتْ تَرُضُّ فَخِذِي ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: { غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ }. [5]  وعَن عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِسَرِفَ حِضْتُ فَدَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا أَبْكِى فَقَالَ « مَا يُبْكِيكِ يَا عَائِشَةُ ». فَقُلْتُ حِضْتُ لَيْتَنِى لَمْ أَكُنْ حَجَجْتُ. فَقَالَ « سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا ذَلِكَ شَىْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ ». فَقَالَ « انْسُكِى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنْ لاَ تَطُوفِى بِالْبَيْتِ ».[6] وعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِىِّ عَنْ ثَلاَثَةٍ مِنْ وَلَدِ سَعْدٍ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَى سَعْدٍ يَعُودُهُ بِمَكَّةَ فَبَكَى قَالَ « مَا يُبْكِيكَ ». فَقَالَ قَدْ خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتِى هَاجَرْتُ مِنْهَا كَمَا مَاتَ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا ». ثَلاَثَ مِرَارٍ. وبوّب البيهقي في سننه الكبرى؛ بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا.[7]

صفحة 77 ؛ الفقرة 3

ومريضٌ آخر همّه الاستنان بالنبي صلى الله عليه وسلم أقصى ما يستطيع؛ فعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ فِي كَمْ كَفَّنْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ ، وَلاَ عِمَامَةٌ وَقَالَ لَهَا فِي أَىِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ قَالَ فَأَىُّ يَوْمٍ هَذَا قَالَتْ يَوْمُ الاِثْنَيْنِ قَالَ أَرْجُو فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ فَنَظَرَ إِلَى ثَوْبٍ عَلَيْهِ كَانَ يُمرض فِيهِ بِهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ فَقَالَ اغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا وَزِيدُوا عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ فَكَفِّنُونِي فِيهَا قُلْتُ إِنَّ هَذَا خَلَقٌ قَالَ إِنَّ الْحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ فَلَمْ يُتَوَفَّ حَتَّى أَمْسَى مِنْ لَيْلَةِ الثُّلاَثَاءِ وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ.[8] وعَن أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِى ثِيَابِهِ الَّتِى يَمُوتُ فِيهَا ».[9]

صفحة 78 ؛ الفقرة 1

ومريضٌ آخر همّه أن يقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعد موته؛ فعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَقُلْ يَقْرَأُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْكِ السَّلاَمَ ثُمَّ سَلْهَا أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ قَالَتْ كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي فَلأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ لَهُ مَا لَدَيْكَ قَالَ أَذِنَتْ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ثُمَّ سَلِّمُوا ثُمَّ قُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَادْفِنُونِي وَإِلاَّ فَرُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ…. وَوَلَجَ عَلَيْهِ شَابٌّ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللهِ كَانَ لَكَ مِنَ الْقَدَمِ فِي الإِسْلاَمِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ فَعَدَلْتَ ثُمَّ الشَّهَادَةُ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ فَقَالَ لَيْتَنِي يَا ابْنَ أَخِي ، وَذَلِكَ كَفَافًا لاَ عَلَيَّ ، وَلاَ لِي.[10]

صفحة 78 ؛ الفقرة 2

ومرضى همهم كيف سيكون مآلهم عند الله تعالى يوم الدين؛ فقد قال عمر رضي الله عنه لما طُعِن؛ وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلاَعَ الأَرْضِ ذَهَبًا لاَفْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ.[11] وثبت أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالُوا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” خُذْ مِنْ شَارِبِكَ، ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتَّى تَلْقَانِي “؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّ اللهَ قَبَضَ بِيَمِينِهِ قَبْضَةً، وَأُخْرَى بِالْيَدِ الْأُخْرَى، وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ، وَهَذِهِ لِهَذِهِ، وَلَا أُبَالِي ” فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا.[12]

صفحة 79 ؛ الفقرة 1

{ فائدة }

وما السرُ في ثبات السحرة على شدة الألم والوجع الذي تعرضوا إليه من فرعون وقومه؟ إنها الرغبة في تحصيل مغفرة الله تعالى، ويقينهم بوعد الله تعالى، وتفضيلهم للدرجات العلا. فقد قال تعالى: قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51) الشعراء. وقال تعالى: قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) الأعراف.

صفحة 79 ؛ الفقرة 2

{ فائدة }

قال صلى الله عليه وسلم: من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.[13] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صحيح لغيره ) إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ويشتت عليه ضيعته ولا يؤتيه منها إلا ما كتب له ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له.[14] وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جعل الهم هما واحدا كفاه الله هم دنياه ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك.[15]

صفحة 80 ؛ الفقرة 1

{ تدريب 2 }

تأمل حالك أو حال شخص معين؛ في مسارعته إلى الأطباء والصيدليات والمستشفيات عند أي جرح أو علة أو إصابة يصاب بها هو أو ولده أو حبيب إلى قلبه؛ وتأمل حاله ذاتها عندما يصيب ولده أو أحبته أو نفسه مرض من أمراض العقائد والقلوب والشركيات والبدع والمعتقدات الفاسدة أو ما يخالف السنة؛ وستعلم إن كان همّه الآخرة أم الدنيا في أمراضه.

صفحة 80 ؛ الفقرة 2

{ فائدة }

ومما أوقفني كثيراً؛ ما توصلت إليه من نصوص شرعيةٍ تؤكد أهمية اهتمام المرضى بأداء الحقوق المالية المترتبة عليهم؛ فعَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ[16] قَالَ مَرِضْتُ فَأَتَانِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ يَعُودَانِى مَاشِيَيْنِ فَأُغْمِىَ عَلَىَّ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَبَّ عَلَىَّ مِنْ وَضُوئِهِ فَأَفَقْتُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَقْضِى فِى مَالِى فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ شَيْئًا حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِى الْكَلاَلَةِ).[17] وفي روايةْ؛ دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا مريض لاَ أَعْقِلُ فَتَوَضَّأَ فَصَبُّوا عَلَىَّ مِنْ وَضُوئِهِ فَعَقَلْتُ.[18] وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ عَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ مَا تَرَى وَأَنَا ذُو مَالٍ ، وَلاَ يَرِثُنِي إِلاَّ ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي قَالَ : لاَ قُلْتُ أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ قَالَ : لاَ قُلْتُ فَالثُّلُثِ قَالَ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلاَّ أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ.[19]

صفحة 81 ؛ الفقرة 1

[16]   وقد كان شاباً يافعاً ولكنها شدة حرصهم على أداء المواريث كما أمر الله تعالى.

وعَنْ سهل بن سعد رضي الله عنه قال:  كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة، فلما كان عند مرضه قال يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي، ثم أغمي عليه وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك مرارا كل ذلك يغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشغل عائشة ما به فبعث إلى علي فتصدق بها وأمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاثنين في جديد الموت، فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها فقالت أهدي لنا في مصباحنا من عكتك السمن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسى في جديد الموت.[20]

صفحة 81 ؛ الفقرة 2

وجَاءَ مُعَاوِيَةُ إِلَى أَبِى هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ يَعُودُهُ فَقَالَ يَا خَالُ مَا يُبْكِيكَ أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ[21] أَمْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا قَالَ كُلٌّ لاَ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَهِدَ إِلَىَّ عَهْدًا لَمْ آخُذْ بِهِ قَالَ « إِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ الْمَالِ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ». وَأَجِدُنِى الْيَوْمَ قَدْ جَمَعْتُ.[22]

صفحة 81 ؛ الفقرة 3

[21]   يشئزك : يقلقك

{ تأمل 8 }

مسألة للبحث؛ ثبت في بعض النصوص إقرار النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لصحابةٍ دعوا ربهم بالإصابة بالألم والسقم والمرض، وجاءت نصوص أخرى ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بعلة عدم استطاعة الصحابي ذلك، فهل يقال في هذه المسألة أن الحكم يختلف باختلاف قوة إيمان الأشخاص، كما قيل عندما تصدق أبو بكر الصديق بكل ماله وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك لجلده وقوة إيمانه؛ في حين أنكر النبي صلى الله عليه وسلم  مثل هذا الأمر على غيره من الصحابة؟

صفحة 82 ؛ الفقرة 1

فعَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَا مِنْ مَرَضٍ يُصِيبُنِي أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى ، لِأَنَّهَا تَدْخُلُ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنِّي ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي كُلَّ عُضْوٍ قِسْطَهُ مِنَ الأَجْرِ. [23]وعِن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ هَذِهِ الْأَمْرَاضَ الَّتِي تُصِيبُنَا مَاذَا لَنَا بِهَا؟ قَالَ: «كَفَّارَاتٌ» فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ قَلَّتْ؟ قَالَ: «شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا؟» قَالَ: «فَدَعَا أُبَيٌّ، عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يُفَارِقَهُ الْوَعَكُ حَتَّى يَمُوتَ بَعْدَ أَنْ لَا يَشْغَلَهُ عَنْ حَجٍّ وَلَا عَمْرَةٍ وَلَا جِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي جَمَاعَةٍ» قَالَ: «فَمَا مَسَّ رَجُلٌ جِلْدَهُ بَعْدَهَا إِلَّا وَجَدَ حَرَّهَا حَتَّى مَاتَ».[24] وفي روايةٍ؛ عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا جَزَاءُ الْحُمَّى. قَالَ: تَجْرِي الْحَسَنَاتُ عَلَى صَاحِبِهَا مَا اخْتَلَجَ عَلَيْهِ قَدَمٌ أَوْ ضُرِبَ عَلَيْهِ عِرْقٌ. قال أبي اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيك. قال فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى.[25]

صفحة 82 ؛ الفقرة 2

وجَاءَت الْحُمَّى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتِ : ابْعَثْنِي إِلَى آثَرِ أَهْلِكَ عِنْدَكَ ، فَبَعَثَهَا إِلَى الأَنْصَارِ ، فَبَقِيَتْ عَلَيْهِمْ سِتَّةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، فَأَتَاهُمْ فِي دِيَارِهِمْ ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ دَارًا دَارًا ، وَبَيْتًا بَيْتًا ، يَدْعُو لَهُمْ بِالْعَافِيَةِ ، فَلَمَّا رَجَعَ تَبِعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لِمَنَ الأَنْصَارِ ، وَإِنَّ أَبِي لِمَنَ الأَنْصَارِ ، فَادْعُ اللَّهَ لِي كَمَا دَعَوْتَ لِلأَنْصَارِ ، قَالَ : مَا شِئْتِ ، إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ ، وَإِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ ، قَالَتْ : بَلْ أَصْبِرُ ، ولا أَجْعَلُ الْجَنَّةَ خَطَرًا. صحيح الأدب المفرد 501/386 حسن صحيح

صفحة 82 ؛ الفقرة 3

وفي روايةٍ؛ عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْأَحْدَبِ قَالَ: خَطَبَ مُعَاذٌ بِالشَّامِ، فَذَكَرَ الطَّاعُونَ فَقَالَ: ” إِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَقَبْضُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ. اللهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمْ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ “. ثُمَّ نَزَلَ مِنْ مَقَامِهِ ذَلِكَ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147] ، فَقَالَ مُعَاذٌ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102] “.[26] وعَنْ أَبِي نُحَيْلَةَ رضي الله عنه ، قِيلَ لَهُ : ادْعُ اللَّهَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ انْقُصْ مِنَ الْمَرَضِ ، وَلاَ تَنْقُصْ مِنَ الأَجْرِ.[27]

صفحة 83 ؛ الفقرة 1

وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَادَ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَىْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ». قَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِى بِهِ فِى الآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِى فِى الدُّنْيَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « سُبْحَانَ اللَّهِ لاَ تُطِيقُهُ – أَوْ لاَ تَسْتَطِيعُهُ – أَفَلاَ قُلْتَ اللَّهُمَّ آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ». قَالَ فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ.[28]

صفحة 83 ؛ الفقرة 2

بعد تأملك للمسألة والنصوص الواردة فيها؛ اكتب رأيك العلمي المدعم بالأدلة هنا:

صفحة 83 ؛ الفقرة 3

ماذا لو كان الزائرون للمريض همهم الآخرة؟

فقد ورد أَنَّ غُلاَمًا مِنَ الْيَهُودِ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ : أَسْلِمْ ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ ، وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ لَهُ : أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَسْلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ.[29] وفي روايةٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يَا خَالُ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ “ فَقَالَ: أَوَ خَالٌ أَنَا أَوْ عَمٌّ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا بَلْ خَالٌ “، فَقَالَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، قَالَ : خَيْرٌ لِي؟ قَالَ: ” نَعَمْ “.[30] وقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا أَوْ يَمْشِى لَكَ إِلَى صلاة؛ وفي رواية جَنَازَةٍ ».[31] وعن فاطمة رضي الله عنها قَالَتْ سَارَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وجعهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَيْتُ ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ فَضَحِكْتُ.[32] وَعَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهْوَ مريض قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْنَاهُ. فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ.[33] وورد أن يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي مَا أَعْمَدَكَ فِي هَذَا الْبَلَدِ – أَوْ مَا جَاءَ بِكَ -؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا إِلَّا صِلَةُ مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَالِدِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ.[34]

صفحة 84 ؛ الفقرة 1

وفي القصة الآتية: اختلاف هموم مريض وزائريه

لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ أَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْ عَمِّ إِنَّكَ أَعْظَمُهُمْ عَلَيَّ حَقًّا، وَأَحْسَنُهُمْ عِنْدِي يَدًا، وَلَأَنْتَ أَعْظَمُ حَقًّا عَلَيَّ مِنْ وَالِدِي، فَقُلْ كَلِمَةً تَجِبْ لَكَ عَلَيَّ بِهَا الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» فَقَالَا لَهُ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَسَكَتَ فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنَا عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَمَاتَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] الْآيَةُ {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهَ} [التوبة: 114] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ “.[35]

صفحة 84 ؛ الفقرة 2

{ تأمل 9 }

ورد أن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَقَالَ النَّاسُ : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا ، قَالَ : فَأَخَذَ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِيَدِهِ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتُكَ ؟ فَأَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلاَثٍ عَبْدُ الْعَصَا ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى فِي مَرَضِهِ هَذَا ، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْنَسْأَلْهُ : فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ ؟ فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّا وَاللَّهِ إِنْ سَأَلْنَاهُ فَمَنَعَنَاهَا لاَ يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لاَ أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَدًا.[36]

هل كان هم العباس رضي الله عنه الدنيا في السعي نحو الملك أم الآخرة بتوحيد كلمة المسلمين والاهتمام لأقارب الرسول ؛ نرجو تدعيم إجابتك بالدليل.

صفحة 85 ؛ الفقرة 1


  • [1]   صحيح سنن ابن ماجة 3336/4126 صحيح
  • [2]   فتح الباري شرح صحيح البخاري – لابن حجر العسقلاني 6/82-83
  • [3]   صحيح مسلم 1103
  • [4]   صحيح مسلم 971
  • [5]   صحيح وضعيف سنن النسائي 3100
  • [6]   صحيح سنن أبي داود 1563 صحيح
  • [7]   صحيح مسلم
  • [8]   صحيح البخاري 1387
  • [9]   مشكاة المصابيح 1640-7 صحيح
  • [10]   صحيح البخاري 1392
  • [11]   صحيح البخاري 3692
  • [12]   مسند الإمام أحمد 17593 صححه الأرنؤوط
  • [13]   صحيح الترغيب والترهيب 3168 صحيح
  • [14]   صحيح الترغيب والترهيب 3169 صحيح لغيره
  • [15]   صحيح الترغيب والترهيب 3170 حسن لغيره
  • [16]   وقد كان شاباً يافعاً ولكنها شدة حرصهم على أداء المواريث كما أمر الله تعالى.
  • [17]   صحيح مسلم 4230
  • [18]   صحيح مسلم 4233
  • [19]   صحيح مسلم 4409
  • [20]   صحيح الترغيب والترهيب 927 صحيح
  • [21]   يشئزك : يقلقك
  • [22]   الجامع الصحيح سنن الترمذي 2327 حسن
  • [23]   صحيح الأدب المفرد 388/503 صحيح
  • [24]   المستدرك على الصحيحين 7854 صححه الذهبي
  • [25]   صحيح الترغيب والترهيب 3444 حسن لغيره
  • [26]  مسند الإمام أحمد 22085 حسنه الأرنؤوط
  • [27]   صحيح الأدب المفرد 504/389 صحيح
  • [28]   صحيح مسلم 7011
  • [29]   صحيح الأدب المفرد 409/524 صحيح
  • [30]   مسند الإمام أحمد 12543 صححه الأرنؤوط
  • [31]   السلسلة الصحيحة 1304
  • [32]   صحيح البخاري 3626
  • [33]   صحيح البخاري 7055-7056
  • [34]   مسند الإمام أحمد 27546 حسنه الأرنؤوط
  • [35]   المستدرك  على الصحيحين 3291 صححه الذهبي
  • [36]   صحيح الأدب المفرد 864/1130 صحيح

كيف ترى هذا الأمر؟
  • مهم 
  • جديد 
  • فريد 
  • مؤثر 
  • عبقري 
  • يحتاج إلى مراجعة 

استجابات

ترجم الآن
error: لطفاً هذا المحتوى محمي؛ وجميع الحقوق محفوظة للمؤلِّف