خفف الشرع الرحيم على المرضى في كثيرٍ من الواجبات والحدود والكفارات
{ تأصيل }
فقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً فيمن يعسر على المرضى في الأحكام التي يسرها الشرع لهم؛ فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ لاَ أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلاَةَ مِمَّا يُطَوِّلُ بِنَا فُلاَنٌ فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْ يَوْمِئِذٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ الْمريض وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ.[1] وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ فِي شِتَاءٍ، فَسَأَلَ وَأُمِرَ بِالْغُسْلِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا لَهُمْ قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ» ثَلَاثًا «قَدْ جَعَلَ اللَّهُ الصَّعِيدَ – أَوِ التَّيَمُّمَ – طَهُورًا» .[2]
وفي الحيض والنفاس خفف الشرع الرحيم على كل حائض أو نفساء أو مستحاضة؛ فقد ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم في الحائض والنفساء: أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ.[3] وخطَبَ عَلِىٌّ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَقِيمُوا عَلَى أَرِقَّائِكُمُ الْحَدَّ مَنْ أَحْصَنَ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُحْصِنْ فَإِنَّ أَمَةً لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- زَنَتْ فَأَمَرَنِى أَنْ أَجْلِدَهَا فَإِذَا هِىَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِنِفَاسٍ فَخَشِيتُ إِنْ أَنَا جَلَدْتُهَا أَنْ أَقْتُلَهَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَحْسَنْتَ ».[4] وفي روايةٍ؛ « اتْرُكْهَا حَتَّى تَمَاثَلَ ».[5] وعَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ , أَنَّهَا اسْتُحِيضَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ , فَقَالَتْ : إِنِّي اسْتُحِضْتُ حَيْضَةً مُنْكَرَةً شَدِيدَةً ، قَالَ لَهَا : احْتَشِي كُرْسُفًا[6] , قَالَتْ لَهُ : إِنَّهُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ ، إِنِّي أَثُجُّ ثَجًّا[7] ، قَالَ : تَلَجَّمِي[8] ، وَتَحَيَّضِي[9] فِي كُلِّ شَهْرٍ فِي عِلْمِ اللهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ ، أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اغْتَسِلِي غُسْلاً ، فَصَلِّي ، وَصُومِي ثَلاَثَةً وَعِشْرِينَ ، أَوْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ ، وَأَخِّرِي الظُّهْرَ ، وَقَدِّمِي الْعَصْرَ ، وَاغْتَسِلِي لَهُمَا غُسْلاً ، وَأَخِّرِي الْمَغْرِبَ ، وَعَجِّلِي الْعِشَاءَ ، وَاغْتَسِلِي لَهُمَا غُسْلاً ، وَهَذَا أَحَبُّ الأَمْرَيْنِ إِلَيَّ.[10] وعَن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ – خَتَنَةَ[11] رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ – اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ وَلَكِنَّ هَذَا عِرْقٌ فَاغْتَسِلِى وَصَلِّى ». قَالَتْ عَائِشَةُ فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ فِى مِرْكَنٍ[12] فِى حُجْرَةِ أُخْتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حَتَّى تَعْلُوَ حُمْرَةُ الدَّمِ الْمَاءَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَقَالَ يَرْحَمُ اللَّهُ هِنْدًا لَوْ سَمِعَتْ بِهَذِهِ الْفُتْيَا وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَتَبْكِى لأَنَّهَا كَانَتْ لاَ تُصَلِّى.[13] ورُوي أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُهَرَاقُ الدِّمَاءَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَفْتَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « لِتَنْظُرْ عِدَّةَ اللَّيَالِى وَالأَيَّامِ الَّتِى كَانَتْ تَحِيضُهُنَّ مِنَ الشَّهْرِ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهَا الَّذِى أَصَابَهَا فَلْتَتْرُكِ الصَّلاَةَ قَدْرَ ذَلِكَ مِنَ الشَّهْرِ فَإِذَا خَلَّفَتْ ذَلِكَ فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ لْتَسْتَثْفِرْ[14] بِثَوْبٍ ثُمَّ لْتُصَلِّ فِيهِ ».[15]
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنِّى أَشْتَكِى فَقَالَ « طُوفِى مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ ». قَالَتْ فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَئِذٍ يُصَلِّى إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ وَهُوَ يَقْرَأُ بِ (الطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ).[16] وفي روايةٍ؛ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا مَرِضَتْ فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ أَنْ تَطُوفَ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ ، وَهِيَ رَاكِبَةٌ.[17] وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِسَرِفَ حِضْتُ فَدَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا أَبْكِى فَقَالَ « مَا يُبْكِيكِ يَا عَائِشَةُ ». فَقُلْتُ حِضْتُ لَيْتَنِى لَمْ أَكُنْ حَجَجْتُ. فَقَالَ « سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا ذَلِكَ شَىْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ ». فَقَالَ « انْسُكِى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنْ لاَ تَطُوفِى بِالْبَيْتِ ». فَلَمَّا دَخَلْنَا مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً إِلاَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْىُ ». قَالَتْ وَذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ نِسَائِهِ الْبَقَرَ يَوْمَ النَّحْرِ فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْبَطْحَاءِ وَطَهُرَتْ عَائِشَةُ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَرْجِعُ صَوَاحِبِى بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ وَأَرْجِعُ أَنَا بِالْحَجِّ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى بَكْرٍ فَذَهَبَ بِهَا إِلَى التَّنْعِيمِ فَلَبَّتْ بِالْعُمْرَةِ.[18] والعجب بعد كل ذلك ممن يذهب إلى التنعيم لأداء العمرة وقد شرعت في النساء الحيض فقط. ولم تتكرر لغير ذلك من أهل ذاك الزمان.
ومن تخفيف الشرع الرحيم على عباده في أحكام الطهارة؛ ما ورد عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ احْتَلَمْتُ فِى لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِى غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ فَأشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِى الصُّبْحَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ ». فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِى مَنَعَنِى مِنَ الاِغْتِسَالِ وَقُلْتُ إِنِّى سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ (وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا.[19] وعَن عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ خَرَجْنَا فِى سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلاً مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِى رَأْسِهِ ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ هَلْ تَجِدُونَ لِى رُخْصَةً فِى التَّيَمُّمِ فَقَالُوا مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ « قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلاَّ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِىِّ السُّؤَالُ ».[20]
وتَوَضَّأَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ. [21]قَالَ أَبُو عِيسَى[22] سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِىَّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِىَّ يَقُولُ دَخَلْتُ عَلَى أَبِى حَنِيفَةَ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَعَلَيْهِ جَوْرَبَانِ فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا ثُمَّ قَالَ فَعَلْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ أَكُنْ أَفْعَلُهُ مَسَحْتُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَهُمَا غَيْرُ مُنَعَّلَيْنِ.
{ فائدة }
وما أيسر دين الإسلام وسماحته؛ فقد شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم التيمم في أمراضنا وعجزنا؛ فقد قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَفَّيْهِ الأَرْضَ وَنَفَخَ فِيهِمَا ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ.[23] وقال الله الشافي: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى …. فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) النساء. وقال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى … فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة
{ سنة مهجورة }
ولم يترك النبي صلى الله عليه وسلم سنة السواك حتى في أشد أمراضه؛ فقد قالَتْ عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَفِي نَوْبَتِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ قَالَتْ دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِسِوَاكٍ فَضَعُفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ ثُمَّ سَنَنْتُهُ بِهِ.[24] وعَن عَائِشَةَ دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَأَبَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ فَقَصَمْتُهُ وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنَّ بِهِ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَنَّ اسْتِنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَهُ ، أَوْ إِصْبَعَهُ ثمَّ قَالَ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى ثَلاَثًا ثُمَّ قَضَى وَكَانَتْ تَقُولُ مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي.[25] وعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَأَعْطَانِيهِ فَقَصَمْتُهُ ثُمَّ مَضَغْتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنَّ بِهِ وَهْوَ مُسْتَسْنِدٌ إِلَى صَدْرِي.[26] قال صاحب الفتح: وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى تَأَكُّدِ أَمْرِ السِّوَاكِ لِكَوْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُخِلَّ بِهِ مَعَ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ شَاغِلِ الْمَرَضِ.[27]
ومن تخفيف الشرع الرحيم على الصائمين؛ قول الله الشافي: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مريضا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مريضا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) البقرة.
وورد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَاءَ فَأَفْطَرَ فَتَوَضَّأَ.[28] وعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ : مَنْ ذَرَعَهُ[29] الْقَيْءُ , فَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ , فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ.[30] وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِذَا مَرِضَ الرَّجُلُ فِى رَمَضَانَ ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَصُمْ أُطْعِمَ عَنْهُ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ قَضَى عَنْهُ وَلِيُّهُ.[31] ورُوي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ أُثْبِتَتْ لِلْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ. وقال الألباني: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رُخصَ للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة في ذلك- وهما يطيقان الصوم- أن يُفْطِرَا إن شاءا، ويُطْعِمَا كل يوم مسكيناً، ولا قضاءَ عليهما، تم نُسخَ ذلك في هذه الآية: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) ؛ وثبت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة إذا كانا لا يطيقان الصوم، والحبلى والمرضع إذا خافتا؛ أفطرتا، وأطعمتا كل يوم مسكيناً.[32] وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ }؛ يُطِيقُونَهُ يُكَلَّفُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ وَاحِدٍ { فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا }؛ طَعَامُ مِسْكِينٍ آخَرَ لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ { فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ } لَا يُرَخَّصُ فِي هَذَا إِلَّا لِلَّذِي لَا يُطِيقُ الصِّيَامَ أَوْ مَرِيضٍ لَا يُشْفَى.[33] وعَنْ أَبِى سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – تَقُولُ كَانَ يَكُونُ عَلَىَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلاَّ فِى شَعْبَانَ الشُّغُلُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَوْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-[34]
وعَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ إِذَا نَامَ قَبْلَ أَنْ يَتَعَشَّى لَمْ يَحِلَّ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ شَيْئًا وَلَا يَشْرَبَ لَيْلَتَهُ وَيَوْمَهُ مِنْ الْغَدِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من إِلَى الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ }؛ قَالَ وَنَزَلَتْ فِي أَبِي قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو أَتَى أَهْلَهُ وَهُوَ صَائِمٌ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَقَالَ هَلْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ امْرَأَتُهُ مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ وَلَكِنْ أَخْرُجُ أَلْتَمِسُ لَكَ عَشَاءً فَخَرَجَتْ وَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ فَوَجَدَتْهُ نَائِمًا وَأَيْقَظَتْهُ فَلَمْ يَطْعَمْ شَيْئًا وَبَاتَ وَأَصْبَحَ صَائِمًا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ هَذِهِ الْآيَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ.[35]
وعنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَهَرٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالنَّاسُ صِيَامٌ، فِي يَوْمٍ صَائِفٍ مُشَاةً، وَنَبِيُّ اللهِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، فَقَالَ: ” اشْرَبُوا أَيُّهَا النَّاسُ ” قَالَ: فَأَبَوْا، قَالَ: ” إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَيْسَرُكُمْ، إِنِّي رَاكِبٌ ” فَأَبَوْا. قَالَ: فَثَنَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخِذَهُ، فَنَزَلَ، فَشَرِبَ وَشَرِبَ النَّاسُ، وَمَا كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَشْرَبَ “.[36] و عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى مَرَّ بِغَدِيرٍ فِي الطَّرِيقِ، وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ. قَالَ: فَعَطِشَ النَّاسُ، وَجَعَلُوا يَمُدُّونَ أَعْنَاقَهُمْ، وَتَتُوقُ أَنْفُسُهُمْ إِلَيْهِ، قَالَ: ” فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَأَمْسَكَهُ عَلَى يَدِهِ حَتَّى رَآهُ النَّاسُ، ثُمَّ شَرِبَ فَشَرِبَ النَّاسُ “. [37] وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة فسرنا في يوم شديد الحر فنزلنا في بعض الطريق فانطلق رجل منا فدخل تحت شجرة فإذا أصحابه يلوذون به وهو مضطجع كهيئة الوجع فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بال صاحبكم قالوا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس من البر أن تصوموا في السفر عليكم بالرخصة التي أرخص الله لكم فاقبلوها.[38] وفي روايةٍ؛ سار رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل بأصحابه وإذا ناس قد جعلوا عريشا على صاحبهم وهو صائم فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأن صاحبكم أوجع قالوا يا رسول الله ولكنه صائم وذلك في يوم حرور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا بر أن يصام في سفر.[39]
وثبت أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهْوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ وَهْوَ صَائِمٌ.[40] ورُوي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : لاَ بَأْسَ بِالْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ.[41] وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى بِالْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا.[42]
ومن تخفيف الله الشافي على عباده في الجهاد الشرعي؛ قوله سبحانه: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61) النور. قال صاحب التيسير: أي: ليس على هؤلاء جناح، في ترك الأمور الواجبة، التي تتوقف على واحد منها، وذلك كالجهاد ونحوه، مما يتوقف على بصر الأعمى، أو سلامة الأعرج، أو صحة للمريض.[43]
ومن تخفيف الله على المصلين؛ ما ثبت أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمُ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَالْمَرِيضَ فَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ ».[44] وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِى النَّاسِ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَذَا الْحَاجَةِ ».[45] وثبت أيضاً « أُمَّ قَوْمَكَ فَمَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ وَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَإِنَّ فِيهِمْ ذَا الْحَاجَةِ وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ ».[46] وعن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ يَقُولُ : كَانَ آخِرَ مَا عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ حِينَ أَمَّرَنِي عَلَى الطَّائِفِ , قَالَ لِي : يَا عُثْمَانُ , تَجَاوَزْ فِي الصَّلاَةِ ، وَاقْدِرِ النَّاسَ بِأَضْعَفِهِمْ ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ ، وَالصَّغِيرَ ، وَالسَّقِيمَ ، وَالْبَعِيدَ ، وَذَا الْحَاجَةِ.[47] وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ الْمَغْرِبَ ، ثُمَّ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ ، فَخَرَجَ , فَصَلَّى بِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا ، وَأَنْتُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلاَةَ ، وَلَوْلاَ الضَّعِيفُ وَالسَّقِيمُ ، أَحْبَبْتُ أَنْ أُؤَخِّرَ هَذِهِ الصَّلاَةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ.[48] وفي روايةٍ؛ وَلَوْلاَ ضَعْفُ الضَّعِيفِ وَسَقَمُ السَّقِيمِ لأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلاَةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ.[49]
والمريض أولى بالتخفيف مما ورد في شأن صفوان رضي الله عنه؛ فقد جاءتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ زَوْجِى صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ يَضْرِبُنِى إِذَا صَلَّيْتُ وَيُفَطِّرُنِى إِذَا صُمْتُ وَلاَ يُصَلِّى صَلاَةَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. قَالَ وَصَفْوَانُ عِنْدَهُ. قَالَ فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَتْ فَقَالَ …. وَأَمَّا قَوْلُهَا إِنِّى لاَ أُصَلِّى حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. قَالَ « فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ ».[50]
وقال الله الشافي: عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) المزمل، ورُوي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَمَّا أَسَنَّ، وَحَمَلَ اللَّحْمَ اتَّخَذَ عَمُودًا فِي الصَّلَاةِ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ».[51] وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ أَوْ مَرِضَ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً.[52]
وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه مريضا، وأنا معه ، فدخل عليه ، وهو يصلي على عود، فوضع جبهته على العود، فأومأ إليه فطرح العود، وأخذ وسادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” دعها عنك ـ يعني الوسادة ـ إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأوم إيماء واجعل سجودك أخفض من ركوعك “.[53] وعن الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ صَلَاةِ الْمَرِيضِ فَقَالَ: ” يَرْكَعُ، وَيَسْجُدُ قَاعِدًا فِي الْمَكْتُوبَةِ “.[54] وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ : عَنِ الصَّلاَةِ فَقَالَ صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ.[55] وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا».[56] وقال صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ.[57]
بل وحث الشرع الحكيم على كل ما يجنب عباد الله تعالى التعرض للحرارة الشديدة في الأيام الصائفة؛ فورد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَبْرِدُوا الظُّهْرَ فِي الْحَرِّ.[58] وعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا ، عَنِ الصَّلاَةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ.[59] قال صاحب الفتح: فَائِدَةُ الْإِبْرَادِ وُجُودَ ظِلٍّ يَمْشِي فِيهِ إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ يُصَلِّي فِيهِ فِي الْمَسْجِدِ… ووَقْتُ الْإِبْرَادِ هُوَ مَا إِذَا انْحَطَّتْ قُوَّةُ الْوَهَجِ مِنْ حَرِّ الظَّهِيرَةِ.[60]
وخفف الشرع الرحيم على المعتكفين زيارة المرضى؛ فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتِ السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لاَ يَعُودَ مَرِيضًا وَلاَ يَشْهَدَ جَنَازَةً وَلاَ يَمَسَّ امْرَأَةً وَلاَ يُبَاشِرَهَا وَلاَ يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إِلاَّ لِمَا لاَ بُدَّ مِنْهُ وَلاَ اعْتِكَافَ إِلاَّ بِصَوْمٍ وَلاَ اعْتِكَافَ إِلاَّ فِى مَسْجِدٍ جَامِعٍ.[61]
وجاء في تخفيف الشرع الحكيم في شرائع الحج؛ قوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ كُسِرَ أَوْ مَرِضَ أَوْ عَرَجَ ، فَقَدْ حَلَّ ، وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ.[62] ورُوي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ : مَا يَمْنَعُكِ ، يَا عَمَّتَاهُ مِنَ الْحَجِّ ؟ فَقَالَتْ: أَنَا امْرَأَةٌ سَقِيمَةٌ ، وَأَنَا أَخَافُ الْحَبْسَ ، قَالَ : فَأَحْرِمِي وَاشْتَرِطِي ، أَنَّ مَحِلَّكِ ، حَيْثُ حُبِسْتِ.[63] وعَنْ ضُبَاعَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ وَأَنَا شَاكِيَةٌ ، فَقَالَ : أَمَا تُرِيدِينَ الْحَجَّ ، الْعَامَ ؟ قُلْتُ : إِنِّي لَعَلِيلَةٌ، يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ حُجِّي وَقُولِي : مَحِلِّي ، حَيْثُ تَحْبِسُنِي.[64]
و” كان صلى الله عليه وسلم يخمر وجهه وهو محرم “.[65] وعَن كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمًا فَآذَاهُ الْقَمْلُ فِي رَأْسِهِ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ وَقَالَ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ مُدَّيْنِ مُدَّيْنِ أَوْ انْسُكْ شَاةً أَيَّ ذَلِكَ فَعَلْتَ أَجْزَأَ عَنْكَ.[66] وعن كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أيضاً قَالَ: أَحْرَمْتُ فَكَثُرَ قَمْلُ رَأْسِي فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَانِي وَأَنَا أَطْبُخُ قِدْرًا لِأَصْحَابِي فَمَسَّ رَأْسِي بِإِصْبَعِهِ فَقَالَ انْطَلِقْ فَاحْلِقْهُ وَتَصَدَّقْ عَلَى سِتَّةِ مَسَاكِينَ.[67]
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنِّى أَشْتَكِى فَقَالَ « طُوفِى مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ ». قَالَتْ فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَئِذٍ يُصَلِّى إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ وَهُوَ يَقْرَأُ بِ (الطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ).[68] وفي روايةٍ؛ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا مَرِضَتْ فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ أَنْ تَطُوفَ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ ، وَهِيَ رَاكِبَةٌ.[69] وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتِ اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ تَدْفَعُ قَبْلَهُ وَقَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَبِطَةً – يَقُولُ الْقَاسِمُ وَالثَّبِطَةُ الثَّقِيلَةُ – قَالَ فَأَذِنَ لَهَا فَخَرَجَتْ قَبْلَ دَفْعِهِ وَحَبَسَنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا فَدَفَعْنَا بِدَفْعِهِ وَلأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ فَأَكُونَ أَدْفَعُ بِإِذْنِهِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ.[70]
{ استدلال إشاري }
وأباح الشرع الحكيم للمريض طلب التمويل من ذوي الهيئات دون إلحاحٍ لعلاجه إن لم يستطعه؛ فعَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْمَسَائِلُ كُدُوحٌ[71] يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ إِلاَّ أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ أَوْ فِى أَمْرٍ لاَ يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا ».[72] وعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ “.[73]
{ فائدة }
وجاء التخفيف عن أهل الذمة في أمراضهم؛ فقد روُي أن عمر شرط على أهل الذمة ضيافة يوم وليلة , وأن يصلحوا القناطر وإن قتل رجل من المسلمين بأرضهم فعليهم ديته ” وقال الشافعى: أنبأ سفيان بن عيينة عن أبى إسحاق عن حارثة بن مضرب أن عمر بن الخطاب فرض على أهل السواد ضيافة يوم وليلة , فمن حبسه مرض أو مطر , أنفق من ماله.[74]
{ تدريب 17 }
ما رأيك في جمع النصوص الآتية على النحو الآتي: فعَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ شَاسِعُ الدَّارِ وَلِى قَائِدٌ لاَ يُلاَئِمُنِى فَهَلْ لِى رُخْصَةٌ أَنْ أُصَلِّىَ فِى بَيْتِى قَالَ « هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « لاَ أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً ».[75] وعَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمَدِينَةَ كَثِيرَةُ الْهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَتَسْمَعُ حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ فَحَىَّ هَلاَ ». [76] وعَن عبد الله بن أم مَكْتُوم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمَدِينَةَ كَثِيرَةُ الْهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ وَأَنَا ضَرِيرُ الْبَصَرِ فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ رُخْصَةٍ؟ قَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَحَيَّهَلَا» . وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ.[77]
وقد ثبت أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَنْصَارِ – أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي فَإِذَا كَانَتِ الأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ بِهِمْ وَوَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَّكَ تَأْتِينِي فَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ عِتْبَانُ فَغَدَا رَسُولُ اللهِ : وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ قَالَ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ فَقُمْنَا فَصَفَّنَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ[78]
وبجمع هذه النصوص والنصوص الواردة في المرضى الذين أبيحت لهم ترك الجماعة بسبب إغمائهم أو الحمى تصيبهم وبجمع كل ذلك مع قوله صلى الله عليه وسلم « مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِىَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ ». قَالُوا وَمَا الْعُذْرُ قَالَ خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ « لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلاَةُ الَّتِى صَلَّى ». [79]نعلم أن المقصود بالمريض من به أعراض المرض التي تمنعه عن استحضار ما يقول كالإغماء والحمى والغشي أو عدم قدرة على المشي. فابن أم مكتوم كان مؤذناً وقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في إحدى غزواته رغم ما به من عمى إلا أنه كان يستطيع المشي بعزم وقوة. فقد روي أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَؤُمُّ النَّاسَ وَهُوَ أَعْمَى.[80] وقال الألباني :ورواه الطبراني من حديث عطاء عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. استخلف ابن أم مكتوم على الصلاة وغيرها من أمر المدينة. وإسناده حسن “. وجاءت رواية تنبه إلى أن المرض مانع من القدرة على الأذان؛ فقد قَالَ أَبُو بِشْرٍ فَأَخْبَرَنِى أَبُو عُمَيْرٍ أَنَّ الأَنْصَارَ تَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ لَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا لَجَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُؤَذِّنًا.[81]
- [1] صحيح البخاري 90
- [2] المستدرك على الصحيحين 585 صححه الذهبي
- [3] صحيح البخاري 304
- [4] صحيح مسلم 4547
- [5] صحيح مسلم 4548
- [6] احتشي كرسفا : اي ضعيه موضع الدم لعله يذهب .
- [7] أثج : من الثج وهو جري الدم والماء جريا شديدا .
- [8] تلجمي : أي اجعلي ثوبا كاللجام للفرس .
- [9] تحيضي : أي عدي نفسك حائضا أو افعلي ما تفعله الحائض
- [10] صحيح سنن ابن ماجة 510 حسن
- [11] الختنة : أخت زوجته
- [12] المركن : الوعاء الذى يغسل فيه الثياب
- [13] صحيح مسلم 782
- [14] تستثفر : تشد فرجها بخرقة بعد أن تحتشى قطنا
- [15] صحيح سنن أبي داود 265 صحيح
- [16] صحيح مسلم 3137
- [17] صحيح سنن ابن ماجة 2396/2952 صحيح
- [18] صحيح سنن أبي داود 1563
- [19] صحيح سنن أبي داود 361 صحيح
- [20] صحيح سنن أبي داود 364 حسن
- [21] الجامع الصحيح سنن الترمذي 99 صحيح
- [22] الترمذي صاحب السنن
- [23] صحيح البخاري 338
- [24] صحيح البخاري 3100
- [25] صحيح البخاري 4438
- [26] صحيح البخاري 890
- [27] فتح الباري شرح صحيح البخاري – لابن حجر العسقلاني 2/377
- [28] الجامع الصحيح سنن الترمذي 87 صحيح
- [29] ذرعه القيء: أي سبقه وغلبه في الخروج
- [30] صحيح سنن ابن ماجة 1359 صحيح
- [31] صحيح سنن أبي داود 2078 صحيح
- [32] صحيح سنن ابي داود 2007 صحيح
- [33] صحيح وضعيف سنن النسائي 2317 صحيح
- [34] صحيح مسلم 2743
- [35] صحيح وضعيف سنن النسائي 2168 صحيح
- [36] مسند الإمام أحمد 11423 صححه الأرنؤوط
- [37] مسند الإمام أحمد 3460 صححه الأرنؤوط
- [38] صحيح الترغيب والترهيب 1055 حسن صحيح
- [39] صحيح الترغيب والترهيب 1056 حسن صحيح
- [40] صحيح البخاري 1938
- [41] صحيح ابن خزيمة 1979 صححه الألباني موقوفاً عن أبي سعيد
- [42] صحيح ابن خزيمة 1980 صحيح موقوفاً
- [43] تيسير الكريم الرحمن – تفسير السعدي ص 671
- [44] صحيح مسلم 1074
- [45] صحيح مسلم 1076
- [46] صحيح مسلم 1078
- [47] صحيح سنن ابن ماجة 806 صحيح
- [48] صحيح سنن ابن ماجة 567 صحيح
- [49] مشكاة المصابيح 618-32 صحيح
- [50] صحيح سنن أبي داود 2122 صحيح
- [51] المستدرك على الصحيحين 975 صححه الذهبي
- [52] صحيح مسلم 1778
- [53] السلسلة الصحيحة 323
- [54] مسند الإمام أحمد 12276 صححه الأرنؤوط
- [55] صحيح البخاري 1117
- [56] المستدرك على الصحيحين 947 صححه الذهبي
- [57] صحيح البخاري 7288
- [58] صحيح ابن خزيمة 331 صححه الألباني
- [59] صحيح البخاري 534
- [60] فتح الباري شرح صحيح البخاري – لابن حجر العسقلاني
- [61] صحيح سنن أبي داود 2135 حسن صحيح
- [62] صحيح ابن ماجة 2498/3069 صحيح
- [63] صحيح سنن ابن ماجة 2375/2927 صحيح
- [64] صحيح سنن ابن ماجة 2376/2928 صحيح
- [65] السلسلة الصحيحة 2899
- [66] صحيح وضعيف سنن النسائي 2851 صحيح
- [67] صحيح وضعيف سنن النسائي 2852 صحيح
- [68] صحيح مسلم 3137
- [69] صحيح سنن ابن ماجة 2396/2952 صحيح
- [70] صحيح مسلم 3178
- [71] الكدوح : جمع الكدح وهى الخدوش
- [72] صحيح سنن أبي داود 1447 صحيح
- [73] مسند الإمام أحمد 12278 حسنه الأرنؤوط
- [74] مختصر إرواء الغليل 1262 حسن
- [75] صحيح سنن أبي داود 561 حسن صحيح
- [76] صحيح سنن أبي داود 562 صحيح
- [77] مشكاة المصابيح 1078-27 صحيح
- [78] صحيح البخاري 5401
- [79] صحيح سنن أبي داود 560 صحيح
- [80] صحيح سنن أبي داود 608 حسن صحيح
- [81] صحيح سنن أبي داود 511 صحيح
استجابات